صفحات المدوّنة

بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، مايو 17، 2010

حكاية عربي

كانت شقتي تقع بين شقة “عربي” الذي انفصل عن زوجته مؤخراً و”كولومبوس” الجار الجديد الغامض الذي لا يعرف أحد من سكان العمارة ماذا يعمل بالظبط ؟ ، من أين أتى ؟ ، وماهي حكايته؟!

في تمام التاسعة مساءاً كان “كولومبوس” يطرق على باب “عربي” ويقدم له “وجبة عشاء” متعللاً بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى على سابع جار .فـ البداية بدا الإحراج واضحاً على “عربي”. كان “عربي” يحاول أن يرُد “العزومة” بالمثل .. لكنه لم يستمر نظراً لضغط عمله وضيق الوقت.

إعتاد “عربي” الأمر .. العشاء لذيذ جداً ، وكنت أسمع زفير لعابه الساخن بجوار الباب قبل التاسعة مساءاً بعشرة دقائق.

إشتكى له “كولومبوس” ذات يوم من الفتى منعدم الضمير الذي لا يحسن غسيل سيارته مما يضطره أن ينزل بنفسه ويغسلها ويتأخر على تجهيز العشاء له ، وهو ما يضايقه بشدة ويشعره بتقصيره في القيام بواجب الجيرة تجاه “عربي”.

هكذا تطورت العلاقة بينهما وإستطاع “كولومبوس” أن يقنع جاره أخيراً بالتوقف عن العمل. “عربي” الآن يغسل سيارة “كولومبوس” كل ليلة ، يشتري له حاجياته اليومية من السوق ويحضر له أولاده من المدرسة. حتى في الأجازة .. كان يذهب بأولاد جاره للتنزه ، وينسى موعده الإسبوعي مع أولاده أحياناً. وعندما سألته مرةً لماذا يفعل كل هذا قال:
“قال صلى الله عليه وسلم: ومازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أني سأورثه “

محمد عمر
مايو 2010

ShareThis