أُطفيء الأباجورة، وأدفن رأسي داخل المِخدّة . أرخي جسدي على السرير ، أرهف سمعي لصوت البَرد المُندفع من مكيّف الهواء ؛ وأقف وحدي أمام بوابة الرحلات المغادرة !ـ
أصوات تأتي من بعيد ، قطار يجري بلا توقف ، وفوضى من الأفكار المتضاربة تملأ النفق الممتد على مرمى البصر . عالمٌ ينشأ فجأة من العدم ، كل شيء كبير الحجم، وأنا هنا صغير ، ضعيف ، ومستسلم .ـ
أفتح عيني وأتأمل الغرفة التي أعرفها أكثر من أي شخص في العالم ، لأكتشف أنّي في أكثر مناطق الكون غموضاً ! الدولاب يتحوّل إلى مُقاتل ضخم من مقاتلي العصور القديمة ويتهيأ ليقسِمني إلى نصفين بحربة كبيرة حادة ، والكرسي والمنضدة ، وكل ما في الغرفة ، أموات خرجوا من قبورهم ، يتقدمون نحوي بأيديهم التي تمتد والملطخة بالسواد لتطبق على رقبتي ، والسرير يضمني بذراعيه المفتولين بقسوة ويضغط على ضلوعي بعنف . أكاد أختنق ، أكاد لا أسمع إلا صدى الأنفاس في بقايا أوردتي التي تنزف في برود .
لا أعلم ماذا يحدث بعد ذلك ، وكيف أنجُ كل مرة من فيلم الرعب هذا ؟ .
ما أذكره أني أفزع عندما تدق السابعة صباحاً كالعادة . أبحث عن الحربة خلف الدولاب فلا أجد شيئاً ، أضرب الكرسي برجلي ، أتلفت حولي ، وأتأمل السرير قليلاً . كل شيء كما هو ، لا يرى لا يسمع لا يتكلم . يرّن المنبّه مرة أخرى، فأصبّ كامل حنقي عليه.
يمر اليوم .. كأي يوم ، وبين الحين والآخر تظهر مجموعة من الوَمضات سريعاً ثم تختفي . صور خيالية لعالم متمرد لا يعترف بقوانيننا ، أسطورة ليلية أنا بطلها الوحيد ، أتغلب فيها على كل شيء ، أشعر معها بالنشوة ، وأُجهِدُ الذاكرة لأسترجع دقيقة واحدة منها كل صباح ، لكن بلا فائدة .. سأطفئ الأباجورة .
ـ ( ثمة شيء يتحرك ! )ـ
محمد عمر
نوفمبر 2010
أصوات تأتي من بعيد ، قطار يجري بلا توقف ، وفوضى من الأفكار المتضاربة تملأ النفق الممتد على مرمى البصر . عالمٌ ينشأ فجأة من العدم ، كل شيء كبير الحجم، وأنا هنا صغير ، ضعيف ، ومستسلم .ـ
أفتح عيني وأتأمل الغرفة التي أعرفها أكثر من أي شخص في العالم ، لأكتشف أنّي في أكثر مناطق الكون غموضاً ! الدولاب يتحوّل إلى مُقاتل ضخم من مقاتلي العصور القديمة ويتهيأ ليقسِمني إلى نصفين بحربة كبيرة حادة ، والكرسي والمنضدة ، وكل ما في الغرفة ، أموات خرجوا من قبورهم ، يتقدمون نحوي بأيديهم التي تمتد والملطخة بالسواد لتطبق على رقبتي ، والسرير يضمني بذراعيه المفتولين بقسوة ويضغط على ضلوعي بعنف . أكاد أختنق ، أكاد لا أسمع إلا صدى الأنفاس في بقايا أوردتي التي تنزف في برود .
لا أعلم ماذا يحدث بعد ذلك ، وكيف أنجُ كل مرة من فيلم الرعب هذا ؟ .
ما أذكره أني أفزع عندما تدق السابعة صباحاً كالعادة . أبحث عن الحربة خلف الدولاب فلا أجد شيئاً ، أضرب الكرسي برجلي ، أتلفت حولي ، وأتأمل السرير قليلاً . كل شيء كما هو ، لا يرى لا يسمع لا يتكلم . يرّن المنبّه مرة أخرى، فأصبّ كامل حنقي عليه.
يمر اليوم .. كأي يوم ، وبين الحين والآخر تظهر مجموعة من الوَمضات سريعاً ثم تختفي . صور خيالية لعالم متمرد لا يعترف بقوانيننا ، أسطورة ليلية أنا بطلها الوحيد ، أتغلب فيها على كل شيء ، أشعر معها بالنشوة ، وأُجهِدُ الذاكرة لأسترجع دقيقة واحدة منها كل صباح ، لكن بلا فائدة .. سأطفئ الأباجورة .
ـ ( ثمة شيء يتحرك ! )ـ
محمد عمر
نوفمبر 2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق